يبدو أن فرنسا تخلت أخيرا عن استخدام عبارة "الأصول الجزائرية" عند ارتكاب العمليات الإرهابية والإجرامية التي تقع على الأراضي الفرنسية، حيث كفت السلطات الأمنية بهذا البلد عن نسبة الأعمال الإرهابية الأخيرة إلى أشخاص من أصول جزائرية، بينما طالت متهمين نسبتهم إلى المغرب.
وكانت الأجهزة الفرنسية قد ركزت في حادثة الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو" على أصول منفذي العملية، وجاءت على ذكر الأصول الجزائرية في القضية، كما توقفت مليا عند أصول محمد مراح، المتهم في عملية أحداث تولوز ومونتوبان التي راح ضحيتها جنود فرنسيون وأطفال يهود في جنوب فرنسا.
وفي العمليات الإرهابية الدموية التي أصابت فرنسا في عقر عاصمتها باريس، ابتعدت فرنسا كثيرا عن نسبة الأصول الجزائرية لكثير من المشتبه بهم في تلك العمليات، أو الذين نفذوها، أو أولئك الذين خططوا لها، لكنها بالمقابل ركزت على "الأصول المغربية" لعدد من "الدواعش" الذي تورطوا في هجمات باريس.
ويأتي على رأس الذين كرر الإعلام الفرنسي، ومعه أجهزة الأمن المختصة، تهمة "أصولهم المغربية"، من سمي بالعقل المدبر للتفجيرات التي ضربت باريس يوم الجمعة 13 نونبر الجاري، عبد الحميد بوعود، وقريبته حسنا أيت بولحسن، اللذان قتلا في مداهمة الشرطة لشقة في "سان دوني"، فضلا عن متهمين آخرين قال الفرنسيون إنهم من أصول مغربية.
مصادر مسؤولة بوزارة الخارجية الجزائرية عزت تراجع فرنسا عن ترديد تهمة "الأصول الجزائرية" في الأحداث الإرهابية الأخيرة، إلى مراسلة رسمية وجهتها السلطات الجزائرية لنظيرتها الفرنسية بخصوص الانتساب إلى الجزائر، عندما يتعلق الأمر بأحد المهاجرين المتورطين في فعل إرهابي.
منابر إعلامية جزائرية نقلت عن تلك المصادر الدبلوماسية للجارة الشرقية أن قصر المرادية حذر من خطورة الاتهامات الضمنية للجزائر، واعتبرت أن كل حامل للجنسية الفرنسية، ومن مواليد فرنسا، ودرس في مدارسها، وترعرع في شوارعها، ولم يطأ يوما أرض الجزائر، هو مواطن فرنسي".
وأكدت الخارجية الجزائرية، وفق ذات المصدر، أن الدولة الجزائرية ملتزمة مع مواطنيها وجاليتها أينما كانت، لكنها تنفض يديها من أي مسؤولية تجاه حاملي جنسيات أخرى أوربية أو آسيوية أو حتى عربية، قبل أن تعتبر مثل هذه الإيماءات الخاصة بالأصول الجزائرية اتهامات غير مباشرة".
وبالمقابل أشادت الدبلوماسية الجزائرية بتغير الخطاب الفرنسي، وكفه عن إلصاق التهمة بالجزائريين، خاصة في هجمات باريس الأخيرة، وأوردت بأن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وصف منفذي تلك التفجيرات بأنهم "فرنسيون الذين قتلوا فرنسيين"، حيث تحاشت السلطات الفرنسية الخوض في أصول إرهابيي باريس.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق