يبدو أن الرسالة التي وجهها زعيم ما تسمى "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" إلى بان كيمون، الأمين العام للأمم المتحدة، بشأن زيارة الملك محمد السادس إلى العيون، تخليدا لذكرى المسيرة الخضراء، الهدف منها هو "إثارة الانتباه وخلق زوبعة من لا شيء"، حسب تعبير خالد الشكراوي، المختص في الشؤون الإفريقية.
وقال الشكراوي، في حديث مع هسبريس، إن رسالة رئيس الجمهورية المزعومة "لا معنى لها، خاصة أن الزيارة لم
يعلن رسميا عنها إلى حد الآن؛ كما أن القصد منها هو التشويش وإثارة الانتباه وخلق زوبعة من لا شيء".
وأوضح الأستاذ بمعهد الشؤون الإفريقية أن رسالة محمد عبد العزيز تأتي في وقت يعرف تنظيم "البوليساريو" عدة تراجعات، منها انهزامه أمام المنتظم الأوروبي، وعدم نجاحه في الدول الاسكندنافية، وأيضا تراجعه في العلاقة بالمؤسسة الرسمية الأميركية.
وأشار الخبير المغربي إلى أن ما تسمى "الجمهورية الصحراوية" بدأت تتراجع حتى في القارة الإفريقية، قائلا: "حاليا لا توجد سوى 13 دولة فقط داخل القارة السمراء تعترف بها، ناهيك عن عدم حضورها التام في العالم العربي، رغم إدعائها أنها جمهورية عربية".
أما عن رد فعل الأمم المتحدة تجاه رسالة عبد العزيز، فأبرز المتحدث أنه من العقلانية ألا تتدخل هذه الهيأة في هذا الإطار، قائلا إن "هناك مستوى من التصرف السياسي يجب أن يحترم"، موضحا أن "هذه ليست أول زيارة للملك إلى المنطقة، كما أنه لا يوجد أي مانع قانوني، داخلي أو خارجي، يمنع من أن يقوم أي مسؤول حكومي أو مواطن مغربي من زيارة هذه المناطق التي تدخل في المجال المغربي".
وأكد الشكراوي أن ما يقوم به تنظيم "البوليساريو" اليوم هو "ذر للرماد في العيون"، بحكم الأزمة الداخلية التي يعيشها نتيجة انعدام الديمقراطية لديه، وأيضا نتيجة أزمته الاقتصادية، بسبب تراجع المساعدات الدولية، على الرغم من استمرار المساعدات الجزائرية.
ونبه الخبير في الشؤون الإفريقية إلى أن هناك معارضة داخل المخيمات، "نتيجة القمع الذي تباشره قيادة التنظيم تجاه السكان المحتجزين، وأيضا بسبب الأمطار الطوفانية الأخيرة التي بينت عدم اهتمامها بمعاناتهم".
وزاد الشكراوي قائلا إنه "على المغرب أن يبادر للمطالبة بحماية سكان مخيمات تندوف، سواء على المستوى الإنساني أو الحقوقي أو الاقتصادي".
يذكر أن عبد العزيز راسل بان كيمون بشأن الزيارة الملكية إلى العيون، معتبرا أن الأمر "خطوة استفزازية ومنتهكة للشرعية الدولية"، على حد قوله.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق